متى تعمل عصا جوزيه السحرية؟!
مباراة الأهلي ومصر للمقاصة كشفت عورات الفريق الأحمر أمام المدير الفني البرتغالي الذي فشل في تحقيق الفوز على منافسه في أولى مبارياته الرسمية بالقاهرة.
جوزيه يهاجم لاعبي الأهلي - كرة القدم - الدوري المصري
الصبر.. شعار مناصري الأهلي في المرحلة الحالية، بعد عودة البرتغالي مانويل جوزيه مديراً فنياً إثر فترة من عدم الاستقرار، على خلفية الإطاحة بحسام البدري، ثم الإتيان بعبد العزيز عبد الشافي "زيزو" لفترة قصيرة، ومن جديد العودة إلى جوزيه.
وبالتأكيد لا داعي للقول إن جوزيه "ليس ساحراً"، وإنه "لن يقلب حال الأهلي بين يومٍ وليلة"، وإنه "لا يمتلك العصا السحرية التي ستنقذ سفينة الأهلي وتعدل مسارها"، إلى كل هذه الأكليشيهات المحفوظة، لكن الحقيقة الواضحة هي أن عودة جوزيه بعد محطتي منتخب أنغولا واتحاد جدة السعودي كشفت نقاط عدة لا يمكن إغفالها.
عورات الأهلي
أولاً، فتحت مباراة الأهلي ومصر للمقاصة (1-1) باب المقارنة بين البرتغالي الذي رحل عام 2009 وسلفيه البدري وزيزو، مُأصلة النظرية المصرية والعربية المعهودة المسماة "عُقدة الخواجة"، فإن كان جوزيه يعتمد على نفس الأوراق في الملعب ويُجري نفس التغييرات فإن كل شيء - وأي شيء - منه سيكون مقبولاً، حتى لو كانت تلك الأفعال بمثابة "جرائم تدريبية" في عهد "المغضوب عليهما" البدري وزيزو.
جوزيه يهاجم لاعبي الأهلي - كرة القدم - الدوري المصري
ثانياً، أظهرت المباراة ذاتها قصوراً واضحاً في اللياقة البدنية للاعبي الأهلي، وهي نقطة سلبية يصعب التغلب عليها بالوقت أو التدريب حتى لو كان المدير الفني أو جهازه من بين الأفضل في العالم، لأنها تعود إلى كبر سن عدد كبير من العناصر الأساسية بالفريق.
ثالثاً، الأهلي في حاجة ماسّة إلى بعض اللاعبين لكي يُشاركوا بصورة أساسية وآخرين لكي يمتلك الفريق مقعد بدلاء على كفاءة عالية، وفي ظل الارتفاع الجنوني في أسعار اللاعبين وتمسك الأندية بمبالغ باهظة مقابل الاستغناء عن نجومها، لن تكون طلبات جوزيه أوامر كما كانت من قبل "لا سيما في فترة ولايته الثانية مع الأهلي".
تجارب .. ونجاح غير مضمون
رابعاً، سيكون على جوزيه الدفع بأسماء جديدة مثل حسين غنيم على سبيل "التغيير" فقط ليس إلا، وعليه أن ينتظر إما أن "يُبيّض" هذا الشاب وجهه مثلما فعل غنيم، أو أن يكون غير جدير باللعب للفريق الأول بالأهلي، ووقتها لن يجد أمامه سوى أن يندب حظه، والأمر في هذا يعود بدرجة كبيرة إلى توفيق اللاعب في مشاركاته الأولى.
خامساً، إذا أراد جوزيه أن يبني فريقاً جديداً كما يقول، فإن عليه أولاً أن يهدم المتآكل من البناء القديم حتى يتمكن من وضع لبنات صحيحة على أساس سليم، وهذا قد يكون أمراً غير مقبول من جماهير الأهلي بشكل خاص ومن متابعي كرة القدم المصرية بشكل عام، أولئك الذين يعتقدون أن هناك رموزاً "لا تُمس" في الفريق الأحمر ومنتخب مصر، مهما طال بها الزمن وتراجع أداؤها إلى الوراء.
جوزيه يهاجم لاعبي الأهلي - كرة القدم - الدوري المصري
متى تعمل العصا؟
والسؤال: إلى متى ستنتظر جماهير الأهلي حتى تنعم بالبطولات من جديد؟ ومتى تُؤتي العصا السحرية البرتغالية ثمارها؟
الإجابة مرهونة بعدة نقاط، أهمها تعثر منافسي الأهلي في مسابقة الدوري المصري، وهذا وارد جداً ويحدث دائماً في السنوات الأخيرة، فالفريق القاهري لا يكسب البطولة قدرما يخسره الآخرون وعلى رأسهم الزمالك والإسماعيلي.
علاوةً على ذلك، قدرة الأهلي على ضم نجوم المسابقة مثل عبد الله السعيد وأحمد سمير فرج من الإسماعيلي ووليد سليمان من إنبي وحازم فتحي من الإنتاج الحربي وغيرهم.
ويحتاج الأهلي أيضاً إلى مساندة - يبدو أنها معتادة - من الحكام في الفترة المقبلة، وإلى شيء من الأحداث القدرية، وإلى دعم جماهيري غير مسبوق، وأخيراً إلى "بَرَكة" الدقيقة 93.
جوزيه يهاجم لاعبي الأهلي - كرة القدم - الدوري المصري